منتديات أمل العربيات
هبة سليم Welcomet
منتديات أمل العربيات
هبة سليم Welcomet
منتديات أمل العربيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى نسائي عربي جزائري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات تابعة لأمل العربيات




 

 هبة سليم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أمل عربية
المديرة العامة
المديرة العامة
أمل عربية


هبة سليم Abudha10
هبة سليم 13394412
جنسي : انثى
بلدي : هبة سليم 00algeria
المساهمات : 20991
النقاط : 32971
التقييم : 53
الأوسمة : هبة سليم Aoca_c10
آخر مواضيع العضو
مجموعة كبيرة من موديلات قنادر الصيف 2013/2014
القندورة السطايفية للعروس 2014
مخدات جميلة للخواتم لكن يصلحو لتزيين سرير العروس
سلسلة طريق النجاح- اليكم ملف خاص بالثلاثي الثالث ففي مادة العلوم الطبيعية
'الخبر'' تنشر رزنامة التوظيف في قطاع التربية 17 مسابقة لـ60 ألف منصب جديد
فروض واختبارات اللغة العربية والتربية الاسلامية الفصل 1 للسنوات 1+2+3+4 2012/2013
الفرض الأول من الثلاثي الثالث في مادة اللغة العربية


هبة سليم Empty
مُساهمةموضوع: هبة سليم   هبة سليم Emptyالسبت سبتمبر 26 2009, 13:11

هبة سليم
رائعة من روائع ملف المخابرات المصرية

منذ أن كتب (صالح مرسي) قصة(عبلة كامل) في فيلم (الصعود إلى الهاوية) وصورة هذه الخائنة مرتسمة بخيالنا وحفظنا تفاصيل تجنيدها وخيانتها حتى سقطت في قبضة المخابرات المصرية هي وخطيبها.
والجديد هنا فيقصة (عبلة كامل) .. أو (هبة سليم) الحقيقية .. معلومات جديدة تماماً أعلن عنها مؤخراً .. وكانت خافية حتى بضع سنوات خلت .. كشفت النقاب عن شريكها الضابط العسكري المقدم فاروق الفقي.
إنها قصةمثيرة وعجيبة قصة أول جاسوسة عربية استُغلت أيديولوجياً. . وعملت لصالح الموسادليس لأجل المال أو الجاه أو أي شيء سوى الوهم .. الوهم فقط. .
فكانت بذلك أول حالةشاذة لم تماثلها حالة أخرى من قبل .. أو بعد ..

حقائق ثابتة :-
لم تدخر المخابرات الإسرائيلية وسيلة عند تجنيدها للجواسيس إلاوجربتها وأيضاً لم تعتمد على فئة معينة من الخونة .. بل جندت كل من صادفها منهم واستسهل بيع الوطن بثمن بخس وبأموال حرام، وأشهر هؤلاء على الإطلاق – (هبة عبدالرحمن سليم عامر ) – وخطيبها ( المقدم / فاروق عبدالحميد الفقي) .

إنها إحدى أشرسالمعارك بين المخابرات الحربية المصرية والمخابرات الإسرائيلية.
معركة أديرت بذكاءشديد وبسرية مطلقة، انتصرت فيها المخابرات المصرية في النهاية.
وأفقدت العدوتوازنه، وبرهنت على يقظة هؤلاء الأبطال الذين يحاربون في الخفاء من اجل الحفاظ عل أمن الوطن وسلامته.

لقدبكت (جولدا مائير) حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها (قدمت لإسرائيل أكثر مما قدمزعماء إسرائيل) وعندما جاء (هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكي ليرجو (السادات) تخفيفالحكم عليها .. كانت (هبة) تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الأمريكي.

لقد تنبه (السادات) فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام،فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجلالمال أو الجنس أو العقيدة. . إنما لأج الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأنإسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب. وجيشها من المستحيل زحزحته عن شبر واحد من سيناء، وذلك لأن العرب أمة متكاسلة أدمنت الذل والفشل، فتفرقت صفوفهم ووهنت قوتهم . .الى الأبد.

آمنت (هبة) بكل هذه الخرافات،ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها أو يصحح لها خطأ هذه المفاهيم.

ولأنهاتعيش في حي المهندسين الراقي وتحمل كارنيه عضوية في نادي (الجزيرة) – أشهر نواديالقاهرة – فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات،وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع. . إلا أن هبة انخرطت في (جروب) من شلةأولاد الذوات تسعى خلف أخبار الهيبز، وملابس الكاوبوي وأغاني ألفيس بريسلي.

وعندما حصلت علىالثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، فالغالبية العظمى من شباب النادي أبناء الهاي لايف، لا يدخلون الجامعات المصرية ويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة .

وأمام ضغوط الفتاة الجميلة وحبات لؤلؤ مترقرقة سقطت على خديها، وافقالأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولا بد من مسايرة عاداتهوتقاليده.
وفي باريس لمتنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقة التي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازةللحياة والتحرر في عاصمة النور.

ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أنتتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عماترسب بمخيلتها. . إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير . . وفياختيار المواد الدراسية. . بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقةبين الجنسين التي عادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب. . بل تمتد خارجها فيشمولية ممتزجة باندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة.

جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولنديةدعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونهامصرية جريئة لا تلتفت إلى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية. . ولا تهتمبحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياةبها.

لقد أعلنت صراحة فيشقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفي زيارة أخرىأطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في(الكيبوتز) وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي،بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.

وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهمبدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك. . استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلتلديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوىمن كل العرب. وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.

آمنت (هبة) أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفينعلى العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزالالشعارات إلى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديموقراطيةكاذبة وعبادة للحاكم.

وثقت (هبة) أيضاً في أحاديث ضابطالموساد الذي التقت به في شقة صديقتها. . وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب علىإسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميعالمجالات من أوروبا وأمريكا.
هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها إلى الهاوية.

الشك المجنون :-
كانت هذه الأفكار والمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياًلتجنيدها للعمل لصالح الموساد .. دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقةأكيدة في قدرة إسرائيل على حماية "أصدقائها" وإنقاذهم من أي خطر يتعرضون له في أيمكان في العالم.

هكذا عاشتالفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟الحياة في أوروبا أنستها هواء الوطن. .وأغاني عبد الحليم حافظ الوطنية. .وبرجالقاهرة الذي بناه عبد الناصر من أموال المخابرات الأمريكية التي سخرتهالاغتياله.

فقط تذكرت فجأة ( المقدم / فاروق الفقي) الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة، ولا يكف عن تحين الفرصةللانفراد بها. .وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها. لقد ملتكثيراً مطارداته لها من قبل في النادي وخارج النادي، وكادت يوماً ما أن تنفجر فيهغيظاً في التليفون. . وذلك عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهو يرجوها أن تحس به. مئات المرات قال لها: ( أعبدك .. أحبك .. أهواك يا صغيرتي) ، ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده.

تذكرت (هبة) هذاالضابط الولهان، وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية،وعندما أخبرت ضابط الموساد عنه. .كاد أن يطير بها فرحاً، ورسم لها خطةاصطياده.

وفي أول أجازةلها بمصر. . كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده.. وبأي ثمن، وكان الثمن خطبتهاله. وفرح الضابط العاشق بعروسه الرائعة التي فاز بها أخيراً، وبدأت تدريجياً تسألهعن بعض المعلومات والأسرار الحربية. . وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت منروسيا. . فكان يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بهابالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.

أرسلت (هبة سليم) على الفور بعدة خطابات إلى باريس بما لديها من معلوماتولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم.. اهتموا بها اهتماماً فوق الوصف. وبدأوا في توجيهها إلى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة. . وبالذاتقواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، والمواقع التبادليةالمقترحة.

وسافرت (هبة) إلىباريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات. . دونت بها معلومات غاية في السريةوالأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الإسرائيلية.

فماذا سيقدمون مكافأة للفتاةالصديقة؟
سؤال كانت إجابتهعشرة آلاف فرنك فرنسي حملها ضابط الموساد إلى الفتاة .. مع وعد بمبالغ أكبر وهداياثمينة وحياة رغدة في باريس. رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر إلى القاهرة علىنفقة الموساد بعد ثلاثة أشهر من إقامتها بباريس. كانت الوعود البراقة تنتظرها فيحالة ما إذا جندت خطيبها ليمدهم بالأسرار العسكرية التي تمكنهم من اكتشاف نواياالمصريين تجاههم.

لم يكن (المقدم / فاروق الفقي) بحاجة إلى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانتتعشش بقلبه وتستحوذ على عقله.. ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء سخرهالخدمة إرادة حبيبته. وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 إلى صحراء الهرم.. كانخجولاً لفرط جرأتها معه، وأدعت بين ذراعيه أنها لم تصادف رجلاً قبله أبداً. وأبدترغبتها في قضاء يوم كاملمعه في شقته. ولم يصدق أذنيه. فهو قد ألح عليها كثيراً منقبل لكنها كانت ترفض بشدة. الآن تعرض عليه ذلك بحجة سفرها، وفي شقته بالدقي تركتلعابه يسيل، وجعلته يلهث ضعفاً وتذللاً.. وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الشهوةووقّع وثيقة خيانته عارياً على صدرها، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن منتسريب وثائق وخرائط عسكرية.. موضحاً عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادةللطائرات. . التي كانت القوات المسلحة تسعى ليل نهار لنصبها لحماية مصر من غاراتالعمق الإسرائيلية.

لقدتلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابرات العامة والحربية، أن مواقعالصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي. حتى قبل أن يجفالأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات.

تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية. . بوجود عميل (عسكري) قام بتسريب معلوماتسرية جداً إلى إسرائيل. وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفيمثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزيرالدفاع.

يقول (السفير / عيسىسراج الدين) سفير مصر في كوبنهاجي، ووكيل وزارة الخارجية بعدذلك:
( اتسعت دائرة الرقابةالتليفزيونية والبريدية لتشمل دولاً كثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة إلى مائة في المائة من الخطابات وغيرها، كل ذلك لمحاولة كشف الكليفية التي تصل بها هذهالمعلومات إلى الخارج. كما بدأت رقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداولأيديهم هذه المعلومات من القادة، وكانت رقابة لصيقة وكاملة. وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم ثم أدخل موظفومكاتبهم في دائرة الرقابة. . ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم .. وكل من يحيط بهم مهماصغرت أو كبرت رتبته)

وفيتلك الأثناء كانت (هبة سليم) تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس. وعرفت الخمروالتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها. وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنهاخلقت لتعيش في أوروبا، وتكره مجرد مرور خاطرة سريعة تذكرهابمصريتها.

لقد نزفتعروبتها نزفاً من شرايين حياتها، وتهللت بشراً عندما عرض عليها ضابط الموساد زيارةإسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة إلى هذه الدرجة، ووصفت هي بنفسها تلكالرحلة قائلة: (((طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي)
وهذه إجراءاتتكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين، حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول.
وفي مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوارسيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة، وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكنيشعور قوي بالزهو. واستقبلني بمكتبه (مائير عاميت) رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفلاستقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة ،وعندما عرضوا تلبية كل (أوامري). . طلبت مقابلة (جولدا مائير) رئيسة الوزراء التيهزمت العرب ومرغت كرامتهم، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليينأدوا لي التحية العسكرية. . وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني إليهم قائلة ( إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين )
وبعد عدة أيامعدت إلى باريس. . وكنت لا أصدق أن هذه الجنة (إسرائيل) يتربص بها العربليدمروها!! )))

سفر بلاعودة :-
وفي القاهرة . . كانالبحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، إلى أن اكتشف أحدمراقبي الخطابات الأذكياء "من المخابرات المصرية" خطاباً عادياً مرسلاً إلى فتاةمصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكيعبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده، ذلك أنعصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً للإرسالوالاستقبال.

وانقلبتالدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي،وتشكلت عدة لجان من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمرالقانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه. وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظارنتائج اللجان، حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات.. واتصل الضباط فيالحال باللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة. . فقامبإبلاغ ( الفريق أول / أحمد إسماعيل ) وزير الدفاع - قبل أن يصبح مشيراً) - الذي قام بدورهبإبلاغ ( الرئيس السادات ) .

حيث تبين أن الشقة تخص (المقدم / فاروق الفقي) ، وكان يعمل وقتها مديراًلمكتب أحد القيادات الهامة في الجيش، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرارالعسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في منظمة سيناء ، وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عنالقاهرة.

وعندما اجتمعاللواء فؤاد نصار بقائد الضابط الخائن .. (قيل بعد ذلك أنه ضابط كبير له دور معروففي حرب أكتوبر واشتهر بخلافه مع الرئيس السادات حول الثغرة) .. رفض القائد أن يتصورحدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن (المقدم فاروق) يعمل معه منذ تسع سنوات، بلوقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيس مكتبه جاسوس للموساد.

وعندما دخلالخائن إلى مكتبه.. كان (اللواء / حسن عبد الغني) نائب مدير المخابرات الحربية ينتظرهجالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال ( هو أنت عرفتوا ؟؟)

وعندما ألقى القبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً علىخيانة (فاروق) والمعلومات الثمينة التي قدمها للعدو.

وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبتهجندته بعد قضاء ليلة حمراء معها .. وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنهلم يكن يعلم أنها ستفيد العدو.

وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث منخلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواءللسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدتخرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابص الدفاعات الهامة

وفي سرية تامة . . قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص.. واستولى عليهندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراءالغارات الإسرائيلية. وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه. فأبدى استعداده مراتعديدة لأن يقوم بأي عمل يأمرونه به.

ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبيروالثقة الكاملة التي يضعها الإسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطهكالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.

وفي خطة بارعة منمخابراتنا الحربية، أخذوه إلى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكىوألمع رجال المخابرات المصرية تتولى (إدارة) الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائلبواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التيترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيقالمخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسيةللخداع التي ستترتب عليها أمور استراتيجية مهمة بعدذلك.

لقد كان من الضروريالإبقاء على (هبة) في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معهابعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته.. وأنالقيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراجالفتاة إلى القاهرة بهدوء.. لكي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبهاالمعتقل.

وفي اجتماعموسع.. وضعت خطة القبض على هبة. . وعهد إلى (اللواء / حسن عبد الغني) ومعه ضابط آخربالتوجه إلى ليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك. وعرفاهعلى شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطافطائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها . . وما يهم هوضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العملياتالإرهابية. وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحةصدرية.

أرسل الوالد برقيةعاجلة لابنته. . فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس. . حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار. . وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تماتخاذها.
ولكي لا تتركالمخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها. . فقد تم إبلاغ السلطاتالليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسةالمصرية. وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وماسيقومون به بالضبط.

وبعدما أرسل والدها رداً بعدماستطاعته السفر إلى باريس لصعوبة حالته. . صح ما توقعه الضابطان، إذ حضر شخصان منباريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهبالإسرائيليان إلى المستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبتالطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت (هبة) عدةدرجات كان الضابطان المصريان في انتظارها، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية علىبعد عدة أمتار من الطائرة الليبية.
فسألتهما : إحنا رايحين فين؟
فرد أحدهما:المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت: هوفين؟.
فقال لها: فيالقاهرة.
صمتت برهة ثمسألت: أمال انتممين؟
فقال اللواء حسن عبدالغني: إحنا المخابراتالمصرية.

وعندما أوشكت أنتسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أنتأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهديةالغالية.

لقد تعاونت شرطةالمطار الليببي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية. .وذلكتحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس.. قد يقدمعلى قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
وبلا شك. . فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلهاتتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين. فقد تأكدت أنهم غيرقادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة. وهذا ما جعلها تعترف بكل شيء بسهولةبالتفصيل. . منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة. وبعد أيامقليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدمقدرتهم على إنقاذها.
فقدجاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التي أذهلت أمريكا قبل إسرائيل. فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة إذ أربكتالعدو أشلته. . لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخالسرية. . والمعونات. . وإرسال الطيارين والفنيين الأمريكان كمتطوعين .
لقد خسرت إسرائيل في ذلكالوقت من المعركة حوالي مائتي طائرة حربية. ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادةالاسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارين ذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارتأعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحين للقتال. ولقد سبب سقوط الطائرات الاسرائيليةبالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أيام من بدء المعركة. . الى أن وصلت المعوناتالامريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيين ووسائل إعاقة وتشويشحديثة.

لا أحديعرف :-
تبخرت أوهام الجاسوسة (هبة سليم) . . وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدةطويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله. . لكن.. ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب.

لقد حكمعليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها.. وأبدت ندماًكبيراً على خيانتها. وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسهارفض.

وكانت تعيش أحلكأيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم. . عندما وصل (هنري كيسنجر ) وزير الخارجية الأمريكياليهودي الديانة – لمقابلة (الرئيس السادات) في أسوان في أول زيارة له إلى مصر بعدحرب أكتوبر.. وحملته (جولدا مائير) رسالة إلى (السادات) ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة. ومن المؤكد أن (كيسنجر) كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب. وتنبه (الرئيس السادات) الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكمبإعدامها.. إلى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام. فنظر إلى (كيسنجر) قائلاً : تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!".
دهش (كيسنجر) وسأل الرئيس: متى.. ؟"
ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمةواحدة: (النهاردة)
وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجونالقاهرة.

أما الضابطالعاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبرنفسه مسئولاً عنه بالكامل.
وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرارالقيادة على ضرورة سحب استقالته.. خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة علىذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما كان هذا الشرط لا يتفقوالتقاليد العسكرية. .وما يتبع في مثل هذه الأحوال. . فقد رفع طلبه إلى وزير الدفاع)الحربية) الذي عرض الأمر على الرئيس السادات (القائد الأعلى للقوات المسلحة) فوافقفوراً ودون تردد.

وعندماجاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن. . لا أحد يعرف ماذا كانشعور قائده وهو يتقدم ببطء. . يسترجع في شريط سريع تسع سنوات مرت عليهما في مكتبواحد. . تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل. . وبعضها تتلألأ خلاله ومضات الأملقادمة من بعيد. . الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلة السفاحين.. وبينماكان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانتهأبرياء..

لا أحد يعرف ماذاقال القائد له. . وماذا كان رد الضابط عليه. . لا أحديعرف.
هل طلب منه أن ينطقبالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟. . .
لا أحديعرف.
لكن المؤكد أنه أخرجمسدسه من جرابه. . وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتين عليه كما تقضي التعليماتالعسكرية في حالة إعدام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amalal3arabiet.yoo7.com
دلوعة امهـا و ما في قدها
نائبة المديرة
نائبة المديرة
دلوعة امهـا و ما في قدها


جنسي : انثى
بلدي : هبة سليم 00algeria
المساهمات : 1642
النقاط : 1837
التقييم : 3
الأوسمة : هبة سليم 75083316

هبة سليم 29976708



هبة سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هبة سليم   هبة سليم Emptyالأحد سبتمبر 27 2009, 22:04

شكرا لكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ibda3-ebda3.yoo7.com
 
هبة سليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أمل العربيات :: القسم التعليمي :: نساء شهيرات من العالم-
انتقل الى: