كل انسان له تذوقه الخاص ولكل اناس مشربهم ولو توافقت الأذواق لبارت السلع والشعر له لذة خاصة وجاذبية تمتلك النفوس المرهفة ففيها يجسد الشاعر كل احاسيسه وتجد من يوافقه تلك الأحاسيس وهنا نقف مع الأمام الشافعي - رحمه الله - في هذه الأبيات المعبرة فعلا والتي لها في نفسي تأثيرا عجيبا ، فكم يتألم الأنسان ويذوق مرارة المعاناة عندما يبادل الأخرين حبا وصدقا وتقربا وانسا ، ثم يجد منهم كل صدود ونكران وجحود وكأنهم يتلذذون بتعذيب من اعطاهم مهجته وفتح لهم قلبه وأرواهم من شرايين دمه واسح لهم العينان دمعا لايتوقف عند ذكرهم ولوعة فراقهم 0
ولكن عندما اترنم بهذه الأبيات اجد السعادة تغمرني والأمل يحدوني والخواطر الجميلة تجتاحني لأقف على رجلاي طودا شامخا باحثا عن أمل جديد في هذه الدنيا المتعبة 0
- كثيرا ما اضمد جراح الأخرين ولم يعلم الأخرين اني مثقل بالجراح ولكنني اجد السعادة الأنس والأنشراح في بسمة رائعة اضعها على شفاه بائسة ولو كنت مكلوما مهموما تخرج من النفس الزفرات ، واجمل اللحظات عندما يعلم من تحب إنك أعطيته لحظة من عمرك كانت سببا في ضحكته وبسمته ولكنها كانت في النزع الأخير من حياتك ولكنه لم يكن يعلم 0
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفـــــــــــا ... فدعه و لا تكثر عليه التأسفــــــــــا
ففي الناس أبدال و في الترك راحة ... و في القلب صبر للحبيب و لو جفا
فما كل ما تهواه يهواك قلبـــــــــــه ... و لا كل من صافيته لك قد صفــــــا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعـــــــــة ... فلا خير في خل يجيء تكلفــــــــــــا
و لا خير في خل يخون خليلـــــــــه ... و يلقاه من بعد المودة بالجفــــــــــا
و ينكر عيشــــــــــــاً قد تقادم عهده ... و يظهر سراً كان بالأمس قد خفــا
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بهـــــا ... صديق صدوق صادق الوعد منصف