شرح أحاديث النبى صلى الله عليه و سلم**د.عبد الله شحاته رحمه الله تعالى - منتديات الطريق إلى الله
الحلقــــة السادسة
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال:
يا رسول الله ...إن أمي ماتت وعليها صوم شهر ... أفأقضيه عنها ؟ فقال :لو
كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها؟ قال : نعم ،قال : فدين الله أحق يُقضى "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المشاهدون الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،أهلاً بكم مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال:
يا رسول الله ...إن أمي ماتت وعليها صوم شهر ... أفأقضيه عنها ؟ فقال :لو
كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها؟ قال : نعم ،قال : فدين الله أحق يُقضى "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
خلاصة
هذا الحديث أن الرجل جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول له إن أمي
ماتت ،ونجد في بعض كتب الحديث أن سعد قال يار رسول الله "إن أمي ماتت
وعليها صوم شهر ... أفأقضيه عنها ؟ وفي شرح الحديث إن هذا الشهر يمكن أن
يكون نذراً لأنه ورد "إن أمي ماتت وعليها نذر ... أفأقضيه عنها ؟ " ،ويمكن
أن يكون قضاء شهر رمضان ..جاء شهر رمضان وهي مريضة فأفطرت ولم تقضي هذا
الشهر... أفأقضيه عنها ؟ فقال له النبي عليه الصلاة والسلام :لو أن أمك
عليها دين لأحد العباد ،عليها مائة دينار ،مائة جنيه ،مائة درهم لزيد من
الناس ،فأديت له هذا الدين أيرضيه هذا ؟
قال له نعم ،قال: فدين الله أولى بالقضاء ،وهذا من ضرب الأمثال من النبي صلى الله عليه وسلم
ومن
قياس الغائب على الشاهد ،نحن أمام هذا الحديث ،نجد أن أحاديث كثيرة قد
وردت في هذا المعنى ،فقد ورد كما قال العلماء :أن سائل سأل رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الحج ،قال يا رسول الله إن أمي ماتت ولم تحج أفأحج عنها ؟
قال نعم ،و قال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وأظن أنها لو تكلمت
تصدقت ،أفأتصدق عنها؟ قال :نعم ، و قال يا رسول الله إن فريضة الإسلام الحج
وقد أدرك الإسلام أبي وهو شيخ كبير لا يتماسك على الدابه ،أفأحج عنه ؟ قال
: نعم ،و قال رجل يا رسول الله إن أمي ماتت وأظن أنها لو تكلمت تصدقت ،
أفأتصدق عنها؟ قال :نعم ، ولذلك يروي الإمام النووي أن السائل كان رجل يسأل
عن أمه أو أن السائل كان إمرأ يسأل عن أبيه أو رجل سأل عن أبيه أو إمرأة
سألت عن أمها أو أن المسؤل عنه كان زكاة أو صدقة أو صوماً أو صلاة أو حجاً
،وهذا يدل على كثرة الأسئلة ،أن أكثر من سائل سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ذلك ،فالعلماء متفقون على أن النذر يقضى و على أن الدين يقضى و على
أن الحقوق المالية كالزكاة تقضى ..هذا بإتفاق العلماء ،يعني لو أن الأم
ماتت وعليها نذر أو عليها دين أو عليها زكاة أو عليها أموال ،فإن من الواجب
على الولي أن يفعل هذا عند بعض الفقهاء ،وبعضهم قال لا يجب عليه ذلك إلا
إذا أوصى الأب ..فهنا ينبغي أن ينفذ الوصية ،والأولى للورثة إذا أحسوا أن
أباهم كان عليه دين أو زكاة أو صدقة واجبة أو تطوع لأقاربهِ أن يفعلوا ذلك
نيابة عنه وهذا من بر الأولاد لأبيهم ، "إذا مات أبن أدم إنقطع عمله إلا من
ثلاث ،صدقة جاريه ،أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له "
يبقى بعد ذلك
الصلاة والصيام ،من العلماء من قال يصلي الإبن عن أبيه الفرائض ويصوم عن
أبيه الفرائض والبنت عن أمها أو أبيها أو الإبن عن أبيه أو أمه ،قليل من
الفقهاء قال لا يصلي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد ،طب ماذا يقولون في
هذا الحديث ؟ الذي يقول الرجل يا رسول الله إن أمي ماتت وعليه صوم شهر
،أصوم عنها ؟قال له : نعم ، قالوا إن عليه أن يخرج كفارة الصيام ،فالأم إذا
ماتت وعليها صيام ..نحن نعلم أن العاجز عن الصيام كفارته أن يطعم الإنسان
مسكيناً غداءً وعشاءً ، " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
مِسْكِينٍ "
فهذا صيامه بمعنى أنه يطعم المسكين غداء وعشاء عن كل يوم
..يبقى هيطلع ستين وجبة لأن رمضان 30 يوم وكل يوم وجبتين للمسكين ..لو
فرضنا أن المسكين يتغدى بدينار ويتعشى بدينار ،يبقى ستين دينار يطلعهم عن
صيام شهر رمضان لأمهِ أو لغيرها
أيها المؤمنون نحن مع حديث الباب نرى أن
الأبناء ينبغي أن يبروا أباءهم بكل أنواع البر ،بأداء الدين والنذر
والصلاة والصيام والدعاء والصدقة ،فإن ذلك خير ومقبول إن شاء الله تعالى
وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته