بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عزيزتي /
رغم أنـّـنا في عالم الانترنت الافتراضي ؛ إلا أن البعض يعيشه كواقع حدّ الدهشة ..!
ربما يدفعهم أمر قصيّ في غيابات اللاشعور لهذا ، كالهروب من الواقـع ، أو هروب إلى شيءٍ معين يتوارى خلف تلك الأسماء المستعارة والأشباح المجهولة ..!
والأسوء من ذلك هو الشعور بالازدواجية والتشتت لكثرة مايتقمصون من شخصيات وأسماء مستعارة ..!
أما الأسوء من هذا وذاك هو نسف بعض الحواجز الخطيرة التي من المستحيل تخطيها في الواقع .. فالانترنت بكل بساطة نسفها بسحره ..!
أظنّهم يشعرون أحياناً بالضآلة لتعلقهم بعالم الأشبـاح ، ولعجزهم عن تركه ؛ بعد انصهارهم في بوتقة عالمه الذي يبغي أن يكون افتراضياً فقط .. لكنهم استوطنوه كواقع ملون ، بدل واقعهم الملفع بالرماد ..!
لذلك دعيني أصارحك عزيزتي :
أنتِ أيتها الطاهرة من هؤلاء ، لكنك لوثت ِ تلك البراءة بأزرار لوحة مفاتيح جهازك ..!
قلتِ حينها أن الأمر أبسط ممّـا يُخيل لنا ، لكن الوقت جرّك من حيث لاتعلمين إلى ماكنّا نخشاه و تخشينه على نفسك ..
لست هنا لأشمت بكِ أولأثبت لكِ حتمية ماكنـّا نحذرك منه ، لكني هنا أستجدي ماتبقـّى من نبض عقلك .. لعلي أجتثُّ تلك البراءة من بين أنياب ِ اللاهين اللامبالين بالعواقب والتي لن تحل إلا بك وبمشاعرك الدافئة ..
لايغرنـّك تنميق الكلام وصفصفته ، التي توحي لك بأن خلفها ملاك طاهر ؛ فتنجرّي وراء وهم مشاعر نسجته تلك الكلمات .. والتي رسمت طريقاً خاطئاً لتصرفاتك معه ومع نفسك ..!
أنت تتوهمين ذلك لأنك لاتملكين إلا أن تكوني نفسك ، بينما هو يملك أن يكون مايشاء ومتى شاء ..!
أعلم أن واقعك مرير ، تعانين فيه لسعة الحرمان ، ولكن الانترنت ليس محطة سليمة لتزويد المشاعر من أشباحه ..!
أخيراً عزيزتي :
ليس العيب أن نسقط ، ولكن العيب ألا ننهض بعد السقوط ..