متعة قلب لا تدوم
تخرج من بيتك و الهموم تحاصر فكرك ،و مشاكل العمل تلُفُّ عقلك ،تلتقي بأصدقائك
فيُحَمِّلونك بعضا من أحزانهم ، الزمان يجري بسرعة و لا يرحم،الأحداث تتلاحق،في
غمرة كل ذلك تأخذك الدنيا بمشاغلها، فلربما غفلت عن ربك،الضوضاء في كل طريق
تكاد لا تسمع حتى الأذان.إنه انغماس كلي في الحياة.
عندما تصل المطار، و تقلع بك الطائرة و ترتفع في الجو، تعود إنسانا آخر،تحس و كأنك
تحرّرت من قيود الأرض، التي تشُدُّ إليها كل من رَكَنَ إليها،وتستمتع بنشوة الابتعاد عنها،
لقد طرْتَ لتستنشق هواء الطمأنينة،وتخرج من سجن بين الإسمنت إلى عالم فسيح في الأفق.
و لمّا ترمي ببصرك عبر النافذة، تكتشف كيف أن الكوكب الازرق جميل،بمحيطاته الجذابة
الفسيحة، و أنهاره الرقراقة، و غاباته الخضراء الخلابة، و صحاريه الذهبية، و تتساءل:لماذا
لا يعيش الإنسان في سعادة في هذا الكوكب مادام رائعا؟و تحلق بفكرك في الآفاق فتتذكر نظرية
الانفجار الكبير، و تحاول تخيل المجرات و تلمّس الكواكب و النجوم بعينيك، فلا تجد أمام
هذه المشاهد البديعة إلا أن تدخل محراب مناجاة لربك و تسبح بقلبك في ملكوته، فتغوص
به في تحميد و تكبير و تهليل، و عندما تستفيق تجد الرحلة الجوية قد أوشكت على الانتهاء،
فتجد نفسك مرغما على الهبوط ثانية إلى الأرض،لتعود معها الآلام و الأحزان،فلا تملك
إلا الدعاء بصلاح الأحوال.
هذه دعوة من أخيكم لعدم الانغماس كليا في لُجّة الحياة و نسيان ذكر الله و عبادته.
لماذا يشقي الإنسان نفسه بنفسه و مفاتيح سعادته بين يديه؟( سؤال استنكاري )
لا أنتظر منكم جوابا عليه