السلام عليكم
إن الحمد لله نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدالله ورسوله .. وبعد ..
من خلال هذه الأسطر، سنجد حكم الشرع والطب من هذه الظاهرة التي وللأسف قام
بها الكثير من أخواتنا هدانا الله وإياهم لكل ما يحبه ويرضاه ..
فتاوى عن حكم النمص لكبار العلماء المعاصرين :
وقد سُئِل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله ما حكم تخفيف الشعر
الزائد من الحاجبين ؟
الجواب : لا يجوز أخذ الحاجبين ولا التخفيف منهما لِمَا ورد عن النبي صلى
الله عليه وسلم : (( لعن الله النامصة والمتنمصة )) ، وقد بيَّن أهل العلم
أن أخذ شعر الحاجبين من النمص )) فتاوى الدعوة 2/229))
وسُئِل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – ما حكم تشقير
الحواجب .. وكذلك نتف ما بينهما ؟
الجواب : لا شكَّ أن النمص والنتف حرام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لَعَنَ (( النامصة والمتنمصة )) فالنمص قص شعر الحواجب أو الوجه فهذا محرم ،
أما تشقير الحواجب وتحديدها فهو تغيير لخلق الله .. والمطلوب أن تدع
الحواجب وما بينهما ولا تحاول أن تقتدي بالكافرات ومن حولها )) نور على الدرب
))
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ما حكم إزالة أو تقصير بعض
الزوائد من الحاجبين؟
الجواب: إزالة الشعر من الحاجبين إن كان بالنتف فإنه هو النمص وقد لعن
رسول الله صلى الله عليه وسلم: النامصة والمتنمصة.. وهو من كبائر الذنوب ،
وخص المرأة لأنها هي التي تفعله غالباً للتجمل ، وإلا فلو صنعه الرجال لكان
ملعوناً كما تلعن المرأة والعياذ بالله وإن كان بغير نتف كالقص أو بالحلق
فإن بعض أهل العلم يرون أنه كالنتف لأنه تغيير لخلق الله ، فلا فرق بين أن
يكون نتفاً أو يكون قصاً أو حلقاً وهذا أحوط بلا ريب ، فعلى المرء أن
يتجنب ذلك سواء كان رجلاً أو امرأة.
سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين : ما حكم نتف الحواجب؟
الجواب: لا يجوز نتف شعر الحواجب ولا ترقيقه وذلك هو النمص، الذي نهى عنه.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النامصات والمتنمصات المغيرات لغير
الله.
ويقول فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني في (آداب الزفاف) ما نصه :
الجواب ما تفعله بعض النسوة من نتفهن حواجبهن ، حتى تكون كالقوس أو
الهلال. يفعلن ذلك تجملاً بزعمهن! وهذا مما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولعن فاعله بقوله صلى الله عليه وسلم : لعن الله الواشمات والمستوشمات
والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله. قال محمود محمد
شاكر في تعليقه على تفسير الطبري : المتنمصة والنامصة: التي تزيل شعر
حاجبها بالمنقاش حتى ترققه وترفعه وتسويه.
ويقول الشيخ الدكتور محمد العريفي:
ومن اتباع الهوى .. والشيطان .. تكلف الفتاة في تزيين مظهرها .. ولو كان
في ذلك التعرض للعنة الله .. ومن ذلك نمص الحواجب وترقيقها.. إما بالنتف أو
الحلق .. وهو تحقيق لوعيد الشيطان لما قال لربه:
( لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا *
وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ
الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ
الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا *
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
* أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا *
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ
اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً ) ..
والنمص تعرض للعنة الله .. فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود رضي
الله عنهما قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة
والنامصة والمتنمصة المغيرات لخلق الله ..
سبحان الله .. كيف تفعلين ما يعرضك للعنة الله .. وأنت تسألين الله
المغفرة والرحمة في الصلاة وخارجها .. أليس هذا تناقضاً بين قولك وفعلك ؟
تطلبين الرحمة وتفعلين ما يطردك منها ..
إن هذا لشيء عجاب !!
وأفتى أهل العلماء الربانيون بتحريمه .. وبين يدي أكثر من عشرين فتوى
بتحريمه ..
فمن مقتضى إيمانك بالله .. طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ..
بل إن النمص من التشبه بالكافرات ومن تشبه بقوم فهو منهم .. والله يقول
يوم القيامة : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) .. أي أشباههم ونظراءهم ..
ومن أحب قوماً حشر معهم ..
ولا تقولي كثيرات يفعلن ذلك ..
فكثيرات أيضاً يعبدن الأصنام .. فهل تعبدين معهن ..
وكثيرات يعلقن الصليب .. فهل تفعلين مثلهن ..
إن كثرة العاصيات لا تعذرك عند الله ..
فأنت مسئولة عن عملك ..
وكما كنت في ظهر أبيك وحدك .. ثم في بطن أمك وحدك .. ثم ولدت وحدك ..
فإنك تموتين وحدك .. وتبعثين يوم القيامة وحدك .. وتمرين على الصراط وحدك
.. وتأخذين كتابك وحدك .. وتُسألين بين يدي الله وحدك..
قال الله :{ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي
الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ
آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } ..
انتهى كلام الشيخ
--------------------------------------------------
همسة في أذنك أيتها المتنمصة
هي كلمة
أوجهها إليكِ أختي المسلمة ونداءات أسطرها لك، وحديثاً أُحدثك به، أسكب
روحي في كلماته. وأُمزق نفسي في عباراته، إنه أُخيّه حديث القلب إلى القلب.
حديث الروح للأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناء
إن هذه الكلمات خرجت من قلب يخاف عليكِ عقوبة الله وناره وجحيمه وأغلاله..
من قلب يطمع في بعدك عما حرم الله.. من قلب يحترق كمداً، ويعتصر ألماً..
إن هو علم أنك على خطأ فلم يرشدك ولم يوجهك، هذه رسالة من أخ أحب لك الفوز
برضوان الله.. وأحب لك السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، كتبتها وأنا
على ثقة بإذن الله أنها ستلقى منكِ أذناً واعيةً، وبصيرةً ثاقبةً، ونفساً
أمارةً بالخير.
حذاري أن تتشبهي
إن مما يحز في النفوس ويدمي القلوب ما انتشر في مثل هذه الأيام وفي زمن
الفتن الذي نعاين فيه تشبه كثير من فتيات المسلمين بنساء اليهود والنصارى
الكافرات، فلا تكاد امرأة ـ إلا من رحم الله ـ إلا وقد وقعت في التشبه بهن،
سواء في بعض صورة أو في كل صورة، وقد حذر الإسلام من هذه المشابهة باسمها
ورسمها.
صور من ذلك
عندما أظهرت بعض النساء ـ هداهن الله ـ المحادّة لله ولرسوله (ص)ولهثن
وراء الموضة وتقليد الكافرات، وانتشر النمص ( الذي هو إزالة شعر الحاجبين
لترفيعهما أو تسويتهما ) بين الفتيات في الجامعات والمدارس والكليات مع أنه
كبيرة من كبائر الذنوب كما قال أهل العلم.
فتوى
قال العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله: ( حكم هذا - أي النمص - أنه من
كبائر الذنوب، لأن ذلك نمص، وقد ثبت عن النبي (ص) أنه لعن النامصة
والمتنمصة، ويدل هذا الفعل على قلة الدين، وعلى ضعف العقل أيضاً وإلا فما الفائدة
أن تقلع الشعر ثم تضع بدله خطاً أسوداً تلوث به جلدةَ وجهها مع كونه
مشوهاً للوجه أيضاً ). روى البخاري عن عبدالله بن مسعود قال: { لعن رسول الله
(ص) الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
تعالى }. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي (ص)ينهى عن الواشمة
والواصلة والمتواصلة والنامصة والمتنمصة } [رواه أحمد.
من حكم التشريع
أختي المسلمة: إن تشريعات الإسلام إنما هي منبعثة عن حكمة جليلة قد يدركها
العقل البشري أحياناً وأحياناً لا يدركها ومن هذه التشريعات تحريم النمص
فقد أثبت الطب الحديث أضرار ذلك وخطورته على المرأة مما يؤكد لك أن الإسلام
لا يحرم شيئاً إلا لما فيه مضرة يقول الدكتور وهبة أحمد حسن: ( إن إزالة
شعر الحواجب بالوسائل المختلفة، ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من
مكياجات الجلد لها تأثيرها الضار، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة مثل الرصاص
والزئبق، تذاب في مركبات دهنية مثل زيت الكاكاو، كما أن كل المواد الملونة
تدخل فيها بعض المشتقات البترولية، وكلها أكسيدات مختلفة تضر بالجلد، وإن
امتصاص المسام الجلدية لهذه المواد يحدث التهابات وحساسية، وأما لو استمر
استخدام هذه المكياجات، فإن له تأثيراً ضاراً على الأنسجة المكونة للدم
والكبد والكلى فهذه المواد الداخلة في تركيب المكياجات لها خاصية الترسب
المتكامل، فلا يتخلص منها الجسم بسرعة، إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل
المختلفة ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الإزالة
ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم
الشعر والجبهة واستدارة الوجه
لماذا النمص؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا البيان لماذا تتنمص الفتاة؟
والجواب أن كثيراً من هؤلاء الفتيات يعتقدن أنهن يصبحن أكثر جمالا ًوفتنةً
مع أن شكل الحواجب المنتوفة لا يتناسب مع شكل الوجه الذي خلق الله أجزاءه
بتناسب ودقة وإحكام، مما يجعل من نتفها إخلالاً بهذا التناسق البديع في
خلقة الله، قال تعالى) لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ ( ولو تأملنا في وجه المرأة المتنمصة قبل وبعد النمص، لوجدنا أن وجهها
قبل النمص أجمل وأقرب للنفس منه بعد النمص حيث تبدو عندما تتنمص أكبر من
عمرها بالإضافة إلى ظهورها بمظهر النساء الفاسقات الماجنات، ولكن من تصدق
ما أقول والشيطان سول لكثير من النساء وزين لهن هذا الفعل القبيح.
:45: